قبيلة المهرة
وعندما بلغت تلك الأخبار الخطيرة إلى الخليفة عثمان بن عفان ، أرسل القائد عمرو بن العاص إلى مصر الذي كانت له دراية واسعة وعميقة في قتال الروم من ناحية وشخصيته المهيبة والقوية في نفوسهم من ناحية أخرى . وعند بلدة نقيوس التي تجمعت بها القوة البحرية البيزنطية دارت معركة حامية الوطيس . وكانت القبائل اليمنية على رأس جيش القائد عمرو التي خاطت القتال بشراسة وشجاعة كبيرين في مواجهة القوة البيزنطية . وقيل أن قوام جيش عمرو كان خمسة عشرة ألف مقاتل , وكانوا من بطون وأفخاذ القبائل اليمنية المختلفة . ولقد شاركت في الفتح الثاني للإسكندرية قبيلة المهرة وتمتاز برباطة الجأش والمهارة في الطعان والنزال . وقد وصفها القائد عمرو بن العاص بأنهم (( قوم يقتلون ولا يقتلون )) وهذا دليل واضح على مدى قدرة مقاتليها الكبيرة في ميدان المعركة . ويصفها المؤرخ محمد عبد القادر بامطرف ، قائلا : " وكانت المهرة كثيرة العدد قوية الجانب ، ويذكر لها التاريخ أن الفرقة المهرية كانت أولى الفرق الإسلامية ـ في جيش عمرو ـ التي اقتحمت على الروم سور مدينة الإسكندرية " . ويضيف فيقول : " وتشهد شواهد القبور بمصر بأن المهرة احتفظوا ببقائهم في مصر حتى القرن الثالث عشر الهجري " .
وكيفما كان الأمر ، فقد تمكن القائد عمرو بن العاص والذي كان على رأس جيش قوامه كله من اليمنيين ـ كما مر بنا سابقا ـ أن يهزم الروم هزيمة نكراء .
الهوامـــــش
الدكتور السيد طه أبو سديره ؛ القبائل اليمنية في مصر منذ الفتح العربي حتى نهاية العصر الأموي ( من 20 إلى 132 هـ / 640 ـ 750 ميلادية ) ، كلية الآداب بقنا / جامعة أسيوط ، الطبعة الأولى 1408 هـ / 1988 م ، مكتبة الشعب بالفجالة ـ القاهرة .
الدكتور شوقي ضيف ؛ العصر الجاهلي ، الطبعة الثامنة ، دار المعارف ـ القاهرة ـ جمهورية مصر العربية ـ .
الدكتورة سعاد ماهر محمد ؛ مساجد مصر وأولياؤها الصالحون , المجلد الثاني ، دار الكتاب المصري ـ القاهرة ـ .
محمد عبد القادر بامطرف ؛ الجامع ، الطبعة الأولى 1424 هـ ـ 2003 م ، الهيئة العامة للكتاب ، الجمهورية اليمنية .
الدكتور السيد عبد العزيز سالم ؛ تاريخ المسلمين وآثارهم في الأندلس، الطبعة الثانية ، 1986 م ، مكتبة الأنجلو المصرية .